قصيدة بمدح المصطفى تحيا القلوب




بمدح المصطفى تحيا القلوب
 
بمدح المصطفى تحيا القلوب      ***** وتغتفر الخطايا والذنوب
وأرجوأن أعيش به سعيدا *****           وألقاه وليس عليَّ حوب
نبي كامل الأوصاف تمّت *****          محاسنه فـقيل له حبيب
يفرج ذكره الكربات عنا *****           إذا نزلت بساحتنا الكروب
مدائحه تزيد القلب شوقا *****           إليه كأنها حلي وطـيب
وأذكره وليل الخطب داج           ***** عليّ فتنجلي عني الخطوب
وصفت شمائلا منه حسانا *****          فما أدري أمدح أم نسيب
كأنّ حديثه زهر نضير              ***** وحامل زهـره غـصن رطـيب
ولي طـرف لمـَرآهُ مشوق ***** ولي قلب لذكـراه طـروب
تبوأ قاب قوسين اختصاصا ***** ولا واش هناك ولا رقيب
مناصـبه السَّـنِية ليس فيها ***** لإنـسان ولا ملك نصـيب
رحيب الصدرضاق الكون عنا ***** تضمن ذلك الصدرالرحيب
يـجدد في قعود أو قيام ***** له شوقي المدرس والخـطـيب
عـلى قـدرٍ يمد الناس عـلما ***** كما يعـطيك أدوية طـبيب
وتستهدي القلوب النور منه ***** كما استهدى من البحرالقليب
بدت للناس منه شموس علم ***** طوالع ماتزول ولاتغيب
وأُلهـمـنا به التقـوى فـشقت ***** لنا عـما أكنته الغـيوب
خلائقه مواهب دون كسب ***** وشتان المواهب والكسوب
مـهـذبة بنــور الله ليسـت ***** كأخـلاق يهـذبها اللبيب
وآداب النبـوة معـجـزات ***** فـكيف ينالها الرجل الأديب
أبين من الطباع دما وفرثا ***** وجاءت مثل ما جاء الحليب
سمعنا الوحي من فيه صريحا ***** كغادية عزاليها تصوب
فـلا قول ولا عمل لـديها ***** بفاحشة ولا بهـوى مشـوب
وبالأهواء تختلف المساعي ***** وتفترق المذاهب والشعوب
ولما صار ذاك الغيث سيلا ***** علاه من الثرى الزبد الغريب
فـلا تنسب لـقول الله ريبا ***** فما في قـول ربك ما يريب
فإن تخلق له الأعداء عيبا ***** فقول العائبين هو المعيب
فخالف أمتيْ موسى وعيسى ***** فـما فـيهم لخالقه مـنيب
فـقوم منهم فـتنوا بعـجل ***** وقـوما منهم فـتن الصلـيب
وأحـبار تقـول له شبيه ***** ورهـبان تقـول له ضـريب
وإنّ محمدا لـرسول حــق ***** حسـيب في نبـوته نسيب
أمــين صــادق بــرّ تقــيّ ***** عــليم مـاجد هــاد وهــوب
يريك على الرضا والسخط وجها ***** تروق به البشاشة والقطوب
يضيء بوجهه المحراب ليلا ***** وتظلم في النهار به الحروب
تقـدم مَـن تقـدم مِـن نبـي ***** نماه وهـكذا البطل النجيب
وصـدّقه وحـكّمه صبيـا ***** من الكـفّار شـبان وشـيب
فلما جاءهم بالحق صدوا ***** وصدّ أولئك العجب العجيب
شريعـته صراط مستـقـيم ***** فـليس يمسنا فيها لغـوب
عـليك بها فإنّ لها كـتابا ***** عليه تحسد الحـدق القلــوب
ينوب لها عن الكتب المواضي ***** وليست عنه في حال تنوب
ألـم تره ينـادي بالتحــدّي ***** عن الحسن البديع به جيوب
ودان البـدر مـنشـقا إليه ***** وأفـصح ناطقا عـيْرٌ وذيــب
وجـذع النخل حنّ حنين ثكـلى ***** لـه فأجابه نعـم المـجـيب
وقـد سجدت له أغـصان سرح ***** فلم لا يؤمن الظـبي الرّبيب
وكم من دعوة في المحل منها ***** ربت واهتزت الأرض الجديب
وروّى عسكرا بحليب شاة ***** فعاودهم به العيش الخصيب
ومخبـول أتاه فثاب عـقل ***** إليه ولم نخـله له يثوب
وما ماء تلقـى وهو ملـح ***** أجــاج طـعمه إلا يـطـيب
وعـين فارقت نظرا فعادت ***** كما كانت وردّ لها السـليب
وميت مؤذن بفراق روح ***** أقام وسرّيت عـنه شعــوب
وثغر معمّر عمرا طويلا ***** توفي وهـو منـضـود شـنيب
ونخل أثمرت في دون عام ***** فغار بها على القنو العسيب
ووفـى منه سلمان ديونا ***** عـليه ما يوفـيها جــريب
وجرّد من جريد النخل سيفا ***** فقيل بذاك للسيف القضيب
وهزّ ثبير عطفتيه سرورا ***** به كالغـصن هبّته الجنوب
وردّ الفـيل والأحـزاب طير ***** وريح ما يـطاق لها هـبوب
وفارس خانها ماء ونار ***** فـغيض الماء وانطفأ اللهيب
وقـد هـزّ الحسام عليه عـاد ***** بيـوم نـومه فـيه هـبــوب
فقام المصطفى بالسيف يسطو ***** على الساطي به وله وثوب
وريع له أبو جهـل بـفحل ***** ينـوب عن الهزبر له نيوب
وشهب أرسلت حرسا فخطت ***** على طرس الظلام بها شطوب
ولم أر معـجـزات مثل ذكر ***** إليه كـل ذي لـبّ ينيب
وما آياته تحـصى بعـدّ ***** فـيدرك شأوها مني طلـوب
طفقت أعدّ منها موج بحر ***** وقطرا غيثه أبدا يصوب
يجود سحابهن ولا انقشاع ***** ويزخر بحرهن ولانضوب
فراقك من بوارقها وميض ***** وشاقك من جواهرها رسوب
هدانا للإله بها نـبي ***** فضائله إذا تحكى ضروب
وأخبر تابعـيه بغائبات ***** وليس بكائن عـنه مغـيب
ولا كتب الكتاب ولا تلاه ***** فيلحد في رسالته المريب
وقد نالوا على الأمم المواضي ***** به شرفا فكلهم حسيب
وما كأميرنا فيهم أمـير ***** ولا كـنقـيبنا لهم نقـيب
كـأن عليمنا لهم نبي ***** لدعوته الخلائق تستجـيب
وقد كتبت علينا واجبات ***** أشد عليهم منها الندوب
وما تتضاعف الأغلال إلا ***** إذا قست الرقاب أو القلوب
ولما قيل للكفار خشب ***** تحكم فيهم السيف الخشيب
حكوا في ضرب أمثلة حميرا ***** فواحدُنا لألفهم ضروب
وما عـلماؤنا إلا سيوف ***** مواض لا تفـلّ لها غروب
سراة لم يقـل منهم سريّ ***** ليوم كريهة يوم عصيب
ولـم يفـتنهم مــاء نمـير ***** من الدنيا ولا مرعى خصيب
ولم تغمض لهم ليلا جفون ***** ولا ألفت مضاجعها جنوب
يشوقك منهم كل ابن هيجا ***** على الألواء محبوب مهيب
له من نقعها طرف كحيل ***** ومن دم أسدها كف خضيب
وتنهال الكتائب حين يهوي ***** إليها مثل ماانهال الكثيب
على طـرق القنا للموت منه ***** إلى مهـج العـدا أبدا دبيب
يقصد في العدا سمر العوالي ***** فيرجع وهو مسلوب سلوب
ذوابل كالعـقـود لها اطـّراد ***** فـليس يشوقـها إلا تـريب
يخـرّ لرمحه الـرومي أنى ***** تيـقـن أنه العـود الصلـيب
ويخضب سيفه بدم النواصي ***** مخافة أن يقال له وجيب
له في الليل دمع ليس يرقا ***** وقـلب ما يغـبّ له وجـيب
رسولَ الله دعـوة مستقـيل ***** من التقـصير خاطره هيوب
تعذرّ في المشيب وكان عـيّا ***** وبـرد شبابه ضافٍ قـشـيب
ولا عـتب عـلى من قام يجلو ***** محاسن لا ترى معها عيوب
دعاك لكل معضلة ألمّت ***** بـه ولـكل نائبة تنـوب
وللذنب الذي ضاقت عليه ***** به الدنيا وجانبها رحيب
يراقب منه ما كسبت يداه ***** فـيبكيه كما يبكي الرّقوب
وأنّى يهتدي للرشد عاص ***** لغارب كل معصية ركوب
يتـوب لسانه عـن كل ذنب ***** ولـم يـر قـلبه منه يتـوب
تقاضته مـواهـبك امـتداحا ***** وأولى الناس بالمدح الوهوب
وأغـراني به داعـي اقتراح ***** عـليّ لأمره أبـدا وجـوب
فـقلت لـمن يحض عـليّ فيه ***** لعـلك في هـواه لي نسـيب
دللت على الهوى قلبي فسهمي ***** وسهمك في الهوى كل مصيب
لجود المصطفى مدّت يدانا ***** وما مدّت له أيـد تخـيب
شفاعـته لنا ولكـل عاص ***** بقـدر ذُنوبه مـنها ذنـوب
هو الغيث السكوب ندى وعلما ***** جهلت وما هو الغيث السكوب
صلاة الله ما سارت سحاب ***** عليه وما رسا وثوى عسيب 

.

No comments:

Post a Comment

Help

حيث تقفون على خطإ فالمرجو منكم اخباره فيما تحت
On seeing an error please comment it below
തെറ്റുകള്‍ കാണുന്ന പക്ഷം താഴെ കമന്റിടുവാന്‍ താത്പര്യപ്പെടുന്നു

Or Mail Us to:

veemuhammed@gmail.com