فَمَنْ يَسْتَطِعْ شِعْرًا فَعَنْهُ لِيُنْشِدِ ليونس الجنّاتي


فَمَنْ يَسْتَطِعْ شِعْرًا فَعَنْهُ لِيُنْشِدِ ليونس الجنّاتي
حَنَنْتُ إِلَى مَدْحِ الْحَبِيبِ مُحَمَّدِ
وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَدْحَ فِيهِ لَمُسْعِدِي
فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ فَرْضٌ عَلَى الْوَرَى
مَحَبَّـتُهُ جَــــــــــــــمًّا بِدُونِ تَـــرَدُّدِ
وَإِنَّ اتِّبَاعَ السُّـــــــــنَّةِ النَّـبَـــوِيَّةِ
لَأَوْحَدُ فَجٍّ لِلسَّـــعَادَةِ فِي الْغَــــدِ
فَإِنِّي ظَلَمْتُ النَّفْسَ حَتَّى تَبَيَّنَتْ
سَخَافَتُهَا وَالنَّفْسُ إِنْ تَعْيَ تَرْتَدِ
فَمَالِي غِيَاثٌ غَيْرُ طٰهٰ يُجِيرُنِي
وَمَالِي سِوَاهُ مِنْ مَلَاذٍ وَمُسْنَدِ
فَإِنِّي لَعَبْدٌ بَيْنَ أَيْدِيهِ خَاضِعٌ
وَنَفْسِي عَلَى الْإِسْلاَمِ إِيَّاهُ اَفْتَدِي
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي فِي الْقِيَامَةِ شَافِعًا
هَلَكْتُ؛ وَمَنْ لِي غَيْرُ أَرْجُوهُ مُنْجِدِي؟!
رَسُولٌ كَنُورٍ ضَاءَ فِي كَبِدِ السَّمَا
فَمَنْ يَسْتَطِعْ شِعْرًا فَعَنْهُ لِيُنْشِدِ !
هُوَ النَّيِّرُ الْعَالِي يُضِيئُ بِلَمْعَةٍ
مُنِيرٌ مُبِينٌ لِلْوَرَى غَيْرُ مُخْمَدِ
فَقَدْ نَالَ هَدْيَ اللّٰهِ مَنْ نَالَ هَدْيَهُ
وَمَنْ يَهْدِهِ الرَّحْمٰنُ فَهْوَ لَمُهْتَدِ
لَهُ شَرَفٌ مَّا لَيْسَ يُدْرَكُ مِثْلُهُ
مَنَاقِبُهُ لَمْ تُحْصَ بَلْ لَمْ تُعَدَّدِ
بَدَا مُشْرِقًا فِي أَرْضِ مَكَّةَ مُظْهِرًا
لِعِدَّةِ آيَاتٍ بِلَيْــلَةِ مَــــــــــــوْلِـدِ
فَقَالُوا "تَجَلَّى الْبَدْرُ تَحْتَ سَمَاءِنَا
بِنُورٍ مِنَ الْبَدْرِ السَّمَاوِيِّ أَوْقَدِ"
وَأَمْسَى بِهِ إِيوَانُ كِسْرَى مُصَدَّعًا
وَنَارُ الْمَجُوسِيِّينَ فِي حَالِ مُخْمَدِ
وَسَاوَةُ جَفَّ الْمَاءُ فِيهَا وَنُكِّسَتْ
جَمَادَاتُ أَصْنَامِ الدُّنَا بِالتَّهَدُّدِ
بَدَا مُرْسَلاً يَدْعُو إِلَى اللّٰهِ هَادِيًا
مُسَلِّطَ ضَوْءٍ فِي الصِّرَاطِ الْمُسَدَّدِ
وَلَمَّا تَحَدَّاهُ الْعِدَا بِسُيُوفِهِمْ
تَلاَشَى تَحَدِّيهِمْ بِأَقْصَى التَّبَدُّدِ
فَقَدْ كَانَ لَيْثًا فِي جَمِيعِ مَعَارِكٍ
يَهُزُّهُمُ هَزًّا وَإِنْ لَمْ يُقَـــــــــــلِّدِ
تَفَضَّلَ بِالْمِعْرَاجِ مِنْ بَعْدِ مَا سَرَى
إِلَى الْقُدْسِ لَيْلاً مُدْنِيًا كُلَّ مُبْعَدِ
وَجِبْرِيلُ يَهْدِي وَالنَّبِيُّونَ كُلُّهُمْ
يُنَادُونَ بِالْبُشْرَى مُنَادَاةَ سَيِّدِ
وَصَلَّى يَؤُمُّ الأَنْبِيَاءَ بِأَسْرِهِمْ
وَآدَمُ فِيهِمْ وَالِدُ الإِنْسِ يَقْتَدِي!
تَرَقَّى عَلَى ظَهْرِ الْبُرَاقِ إِلَى السَّمَا
فَكُلَّ سَمَاءٍ فَوْقَهُ كَانَ يَعْتَدِي
فَلاَقَاهُ أَمْلاَكُ السَّمَاوَاتِ بِالْهَنَا
وَحَيَّوْهُ بِشْرًا "مَرْحَبًا بِمُحَمَّد"ِ
تَسَامَى مِنَ السَّبْعِ الطِّبَاقِ مُتَوَّجًا
إِلَى حَضْرَةِ اللّٰهِ الْكَرِيمِ الْمُوَحَّدِ
فَقَرَّبَهُ فِي حَضْرَةِ الْقُدْسِ رَبُّهُ
وَقَالَ لَهُ "سَلْ تُعْطَ مِنِّي بِأَزْيَدِ"
وَأَمْسَى يُنَاجِي اللّٰهَ حَقًّا مُعَايِنًا
وَيَثْبُتُ لِلْقَوْلِ الثَّقِيلِ الْمُؤَيَّدِ
فَكَانَا بِقُرْبٍ 'قَابَ قَوْسَيْنِ' فِي الْعُلَا
حَبِيبٌ تَصَدَّى لِلْحَبِيبِ بِمَشْهَدِ
وَشَرَّفَهُ الْبَارِي بِأَكْرَمِ تُحْفَةٍ
فَعَادَ بِمِفْتَاحِ النَّعِيمِ الْمُخَلَّدِ (١)
فَأَكْرِمْ بِسَعْدٍ ! لَيْسَ يَحْظَى بِمِثْلِهٖ
سِوَى الْهَاشِمِيِّ؛ كَيْفَ يَحْكِيهِ مِذْوَدِي؟!
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أخْتِمُ  مَدْحَهُ
وَلَسْتُ أَرَى خَتْمًا لَهُ حِينَ أَبْتَدِي!
أُرِيدُ بِهٰذَا الْمَدْحِ رِضْوَانَ خَالِقِي
وَغُفْرَانَ ذَنْبِي وَالسَّلاَمَةُ مَقْصَدِي
فَإِنِّي ضَعِيفٌ قَدْ تَسَكَّعْتُ فِي الْهَوَى
وَمِنْ صَالِحِي الأَعْمَالِ لَمْ أَتَزَوَّدِ
ظَلُومٌ لِنَفْسِي فِي الْجِنَايَاتِ مُدْمِنٌ
مُصِرٌّ وَلَكِنْ لاَ بِغَيِّ التَّمَــــــــــــــرُّدِ
مُقَيَّدُ ذَنْبِي أَوْ مُسَوِّفُ تَوْبَتِي
أَرُومُ انْطِلاَقًا مِنْ حِبَالِ التَّقَيُّدِ
جَزُوعٌ لَدَى كَهْفِ الظَّلاَمِ تَحَيُّرًا
طَمُوعٌ إِلَى النُّورِ الَّذِي هُوَ مُرْشِدِي
فَمَنْ حَلَّ حِرْزَ الْمُصْطَفَى فَهْوَ آمِنٌ
لَهُ الأَمْنُ وَالتَّسْلِيمُ فِي كُلِّ مَرْعَدِ
فَإِنِّي نَزِيلٌ بَيْنَ أَيْدِيهِ طَامِعٌ
لَعَلِّي بِهِ أَجْلُو جَنَانِي وَأَهْتَدِي
وَأَرْجُو تَمَامَ النُّورِ يَسْعَى قُبَالَتِي(٢)
إِذَا بُعِثَ الأَمْوَاتُ مِنْ كُلِّ مَرْقَدِ
فَيَا رَبِّ وَفِّقْنِي لِأَتْبَعَ سَيِّدِي
نَبِيِّ الْهُدَى هَادِي الْبَرِيَّةِ أَحْمَدِ
_________________________________________
(١) مفتاح النعيم المخلّد أي مفتاح الجنّة. قال صلّى اللّه عليه وسلّم: "مفتاح الجنّة الصلاة"
(٢) قال تعالى في سورة التحريم: "يوم لا يخزي اللّه النبيّ والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنّك على كلّ شيئ قدير"
——————————————————————

No comments:

Post a Comment

Help

حيث تقفون على خطإ فالمرجو منكم اخباره فيما تحت
On seeing an error please comment it below
തെറ്റുകള്‍ കാണുന്ന പക്ഷം താഴെ കമന്റിടുവാന്‍ താത്പര്യപ്പെടുന്നു

Or Mail Us to:

veemuhammed@gmail.com