ميمية عائض القرني
أنصت لميميـةٍ جاءتـك مـن أَمَـمِ مُدادها من معانـي النـون والقلـم
سالت قريحـةُ صـبٍّ فـي محبتكـم فيضاً تدفق مثـل الهاطـلِ العمـمِ
كالسيل كالليل كالفجر اللحـوح غـدا يطوي الروابي ولا يلوي على الأكم
أجش كالرعد في ليـل السعـود ولا يشابه الرعد في بطش وفي غشـم
كدمع عيني إذا مـا عشـت ذكركـم أو خفق قلب بنار الشوق مضطـرم
يـزري بنابغـة النعمـان رونقهـا ومن زهير ؟ وماذا قال فـي هَـرِمِ
دع سيف ذي يزنٍ صفحـاً ومادحـه وتبّعـاً وبنـي شــداد فــي إرم
ولا تعـرج علـى كسـرى ودولتـه وكل أصْيـد أو ذي هالـة ٍوكمـي
وانسخ مدائح أربـاب المديـح كمـا كانـت شريعتـه نسخـا لدينـهـم
رصّع بهـا هامـة التأريـخ رائعـة كالتاج في مفرق بالمجـد مرتسـم
فالهجر والوصل والدنيا وما حملـت وحب مجنون ليلـى ضلـة لعمـي
دع المغانـي وأطـلال الحبيـب ولاتلمح بعينك برقـا لاح فـي أضـم
وأنـس الخمائـل والأفنـان مائلـة وخيمـة وشويهـات بـذي سلـم
هنـا ضيـاء هنـا ري هنـا أمـل هنا رواء هنـا الرضـوان فاستلـم
لو زينت لامرء القيس انزوى خجـلا ولو رآها لبيـد الشعـر لـم يقـم
ميمية لـو فتـى بوصيـر أبصرهـا لعـوذوه بـرب الحـل والـحـرم
سل شعر شوقي أيروي مثل قافيتـي أو أحمد بن حسين في بنـي حكـم
ما زار سوق عكـاظ مثـل طلعتهـا هامت قلوب بها من روعـة النغـم
أثني على من ؟ أتدري من أبجلـه؟ أما علمـت بمـن أهديتـه كلمـي
في أشجع الناس قلبـا غيـر منتقـم وأصدق الخلق طـرّا غيـر متهـم
أبهى من البدر في ليل التمـام وقـل أسخى من البحر بل أرسى من العلم
أصفى من الشمس في نطق وموعظة أمضى من السيف في حكم وفي حكم
أغر تشـرق مـن عينيـه ملحمـة من الضياء لتجلـو الظلـم والظلـم
في همة عصفـت كالدهـر واتقـدتكم مزقت من أبي جهل ومن صنـم
أتى اليتيـم أبـو الأيتـام فـي قـدر أنهى لأمتـه مـا كـان مـن يتـم
محرر العقل بانـي المجـد باعثنـا من رقدة في دثار الشـرك واللمـم
بنـور هديـك كحلنـا محاجـرنـا لما كتبنـا حروفـا صغتهـا بـدم
من نحـن قبلـك إلا نقطـة غرقـت في اليم بل دمعة خرساء في القـدم
أكاد أقتلـع الآهـات مـن حُرَقـي إذا ذكرتُـك أو أرتـاعُ مـن ندمـي
لما مدحتك خلـت النجـم يحملنـي وخاطري بالسنا كالجيـش محتـدم
أقسمـتُ بالله أن يشـدو بقافـيـة من القريض كوجه الصبح مبتسـم
صه شكسبير من التهريـج أسعدنـا عن كل إلياذة ما جاء فـي الحكـم
الفرس والروم واليونـان إن ذكـروا فعند ذكـراه أسمـال علـى قـزم
هم نمقـوا لوحـة للـرق هائمـة وأنت لوحك محفـوظ مـن التهـم
أهديتنا منبـر الدنيـا وغـار حـرا وليلـة القـدر والإسـراء للقمـم
والحوض والكوثر الرقراق جئت بـه أنت المزمل في ثوب الهـدى فقـم
الكـون يسـأل والأفـلاك ذاهـلـة والجن والإنس بين الـلاء والنعـم
والدهـر محتفـلٌ والجـو مبتـهـج والبدر ينشـق والأيـام فـي حلـم
سرب الشياطين لما جئتنـا احترقـت ونار فارس تخبو منـك فـي نـدم
وصُفّدَ الظلم والأوثـان قـد سقطـت وماء سـاوة لمـا جئـت كالحمـم
قحطان عدنان حازوا منـك عزتهـم بـك التشـرف للتأريـخ لا بـهـم
عقود نصرك فـي بـدر وفـي أحـد وعدلنا فيـك لا فـي هيئـة الأمـم
شـادوا بعلمـك حمـراء وقرطبـة لنهرك العذب هب الجيل وهو ظمـي
ومن عمامتك البيضـاء قـد لبسـت دمشق تـاج سناهـا غيـر منثلـم
رداء بغـداد مـن برديـك تنسجـه أيدي رشيـد ومأمـون ومعتصـم
وسـدرة المنتهـى أولتـك بهجتهـا على بساط مـن التبجيـل محتـرم
دارست جبريل آيـات الكتـاب فلـم ينس المعلم أو يسهـو ولـم يهـم
اقـرأ ودفتـرك الأيـام خُـط بــه وثيقة العهد يا من بر فـي القسـم
قربـت للعالـم العلـوي أنفسـنـا مسكتنا متن حبـل غيـر منصـرم
نصرت بالرعب شهرا قبـل موقعـة كأن خصمك قبل الحرب في صمـم
إذا رأوا طفـلا فـي الجـو أذهلهـم ظنوك بين بنود الجيـش والحشـم
بك استفقنـا علـى صبـح يؤرقـه بلال بالنغمة الحـرّى علـى الأطـم
إن كان أحببت بعـد الله مثلـك فـي بدو وحضر ومن عرب ومن عجـم
فلا اشتفى ناظري من منظر حسـن ولا تفـوه بالقـول السديـد فمـي
No comments:
Post a Comment