يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمُهَجِ للبارودي

وقصيدة جيمية للبارودي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم





حَتَّى فَتَكْتَ بها ظُلْماً بلا حَرَجِ
يا صَارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالمُهَجِ
حَتَّى أَصابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ
ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وهْيَ لاهِيَة ٌ
يومَ الكريهة ِ ، ما أبقت على وَدَج
طَرفٌ ، لو انَّ الظُّبا كانت كلحظتِهِ
طَوْعاً إِلَيْهِ، وخَلاَّنِي وَلَمْ يَعُجِ
أوحى إلى القلبِ ، فانقادَت أزِّمتهُ
بهِ حَبائلُ ذاكَ الشادنِ الغَنجِ
فكيفَ لى بتلافيهِ ؟ وقَد علِقَتْ
لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ فِي لُجَجِ
كادَتْ تُذِيبُ فُؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ
ما كانَ للحبِّ سُلطانٌ علَى المُهَجِ
لَوْلا الْفَوَاتِنُ مِنْ غِزْلانِ «كاظِمَة ٍ»
تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ
فَهَل إلى صِلَة ٍ مِنْ غادِرٍ عِدَة ٌ
يَخْشَى الضَّلاَلَة َ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ
أَبيتُ أرعى نُجومَ اللَّيلِ فى ظُلَمٍ
غِيدٌ بِأَخبِيَة ٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ
كَأَنَّ أَنْجُمَهُ والْجَوُّ مُعْتَكِرٌ
حَسْرَى ، وساعاتُهُ في الطُّولِ كالْحِجَجِ
لَيْلٌ غَياهِبُهُ حَيْرَى ، وأَنْجُمُهُ
ظَلْماءَهُ ذاتَ أَسْدادٍ، فَلَمْ يَلِجِ
كأنَّما الصبحُ خافَ اللَّيلَ حينَ رأى
فَكَفَّ عَنِّي فُضُولَ الْمَنْطِقِ السَّمِجِ
فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَكِيمَتُهُ
ولا يَكادُ يَرَى ما فيهِ مِنْ عِوَجِ
يظنُّ بى سفهاً أنِّى على سرفٍ
فاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَوَجِ
فاعْدِلْ عَنِ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً
قلبٍ بحبِّ رسولِ اللهِ ممتزجِ
هيهاتَ يسلكُ لومَ العاذلينَ إلى
لَكانَ أَعْلَمُ مَنْ فِي الأَرْضِ كَالهَمَجِ
هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَوْلاَ هِدَايَتُهُ
أَحِنُّ شَوْقاً كَطَيْرِ الْبَانَة ِ الْهَزِجِ
أنا الَّذى بتُّ من وجدى بروضتهِ
وأى ُّ صبٍّ بذكرِ الشَّوقِ لمْ يهجِ ؟
هاجَتْ بذِكْرَاهُ نَفْسِي، فاكتَسَتْ وَلَهاً
على البعادِ ، وهمِّى غيرُ منفرجِ
فَمَا احْتِيَالِي؟ ونَفْسِي غَيْرُ صابِرَة ٍ
أَقْوَى عَلَى دَفْعِ ما بالنَّفْسِ مِنْ حوَجِ
لا أستطيعُ براحاً إن هممتُ ، ولا
ما كان إلاَّ إلى مغناهُ منعرَجِى
لَوْ كانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ في تَنَقُّلِهِ
أم هل إلى ضيقة ِ الأحزانِ من فرجِ ؟
فهل إلى صلة ِ الآمالِ من سببٍ ؟
جَرائِمِي رحْمَة ً تُغْنِي عَنِ الحُجَجِ
يا ربِّ بالمصطفى هب لى -وإن عظُمَت
مغلولة ٌ ، وصباحى غيرُ منبلجِ
ولا تكلنى إلى نفسى فإنَّ يدى
ضَاقَ الزِّحامُ غَدَاة َ المَوْقِفِ الْحَرِجِ
ما لي سِواكَ، وأَنْتَ الْمُسْتعانُ إِذَا

لم يَبْقَ لِي أَمَلٌ إِلاَّ إِلَيْكَ، فَلاَ    تَقْطَعْ رَجائي، فَقَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ حَرَجِي

No comments:

Post a Comment

Help

حيث تقفون على خطإ فالمرجو منكم اخباره فيما تحت
On seeing an error please comment it below
തെറ്റുകള്‍ കാണുന്ന പക്ഷം താഴെ കമന്റിടുവാന്‍ താത്പര്യപ്പെടുന്നു

Or Mail Us to:

veemuhammed@gmail.com